jeudi 2 février 2012

عدة مشارىع شراكة في 2012 و الشباب بحاجة لنماذج يقتدي بها

- ''المساء'': نبدأ من المشروع الذي أنتم طرف فيه مع صندوق الشراكة العربية البريطانية، والخاص بتشغيل الشباب. أين وصل؟

* السيد علي ساحل: كما تعلمون، المشروع بدأ منذ سبتمبر الماضي بعملية تحسيسية دامت أسبوعين حول انشغالات الشباب، عرفت الأبواب المفتوحة التي نظمناها إقبالا كبيرا، حيث أحصينا حوالي 600 شاب، كانت لهم فرص للتحدث مع ممثلي الجمعية ومسؤولي الوكالة الوطنية لتيسير القرض المصغر ''انجام''، بعدها أحصينا 76 شابا بقوا مجندين لإنجاز مشاريعهم. طبعا بدأنا بدراسة الملفات، ثم الاستجواب المباشر ودعوة الشباب الذين يريدون إنشاء مشاريع للتحدث معهم، وتم ذلك أولا على شكل جماعي، في إطار أيام تكوينية مع ''انجام''، أشرف عليها مكونون مختصون لمدة 10 أيام، شارك فيها الـ 76 شابا، وسمحت لهم بمعرفة كيفية تسطير المشروع وإنجازه والتسيير من الجانب المالي. المكونون كانوا في المستوى، وقدم ممثل من السفارة البريطانية مداخلة حول الثقافة المؤسساتية، كانت مهمة لأنها تحمل نظرة جديدة لإنشاء المشاريع. لقد أنشأنا علاقة دائمة بين صاحب المشروع والجمعية، ثم جاءت المرحلة الثالثة وهي إنجاز الملف من خلال اللقاءات والحوارات الفردية مع الشباب. اكتشفنا عبرها الشباب الذين يملكون إرادة وقدرات للقيام بالعملية لتكوين ملف وتوسيع فكرة المشروع، وهذا هو دورنا الأساسي. عملنا على الديمومة والاتصال الدائم بين صاحب المشروع ولاحظنا نقص الإرادة لدى البعض، وفي الأخير، فإن العدد المتبقي من الشباب الراغبين في إنجاز مشاريع كان35 شابا... ثم دخلنا للمرحلة الرابعة أي دراسة الملف من كل جوانبه، والتي أفضت عن قبول 18 ملفا جاهزا مائة بالمائة، وهي الآن على مستوى ''انجام'' للدراسة. وكنا قد وقّعنا إتفاقية مع ''انجام'' تسمح بتحديد التسهيلات وربح الوقت من جانب الدراسة. وخلال الأيام القادمة، ستكون لدينا كل الملفات المصادق عليها من الوكالة، وفي فيفري، نصل إلى مرحلة عرضها على البنوك... ولدينا التزام معنوي مع الشباب لننتصر في العملية... سنتصل مع بدر بنك بالتنسيق مع ''انجام'' حتى تسلم كل القروض في الآجال المحددة. التجربة لحد الآن يمكن وصفها بـ''الناجحة''، لأن أهدافنا تم تجاوزها. كنا نتوقع  بين 5 و10 مشاريع، الآن عندنا 18 ملفا لديه مصداقية، وهي التي من المفروض أن يتم إنجازها، وما يميزها أنها متعددة الإختصاصات.

- كنت سأسألك عن الإختصاصات. ماهي -حسب تجربتكم- نوعية المشاريع التي تهم الشباب؟

* هناك تنوع في المشاريع؛ فقد خرجنا من المشاريع التقليدية إلى مشاريع جديدة، مثل التصميم أي''الديزاين'' أو الديكور أو وكالات الإتصال، وحتى مركز للترفيه العلمي ومختلف الخدمات.. هناك أفكار جديدة لدى الشباب، و''انجام'' لم تحدد لنا نوعية المشاريع، المهم تأقلمها مع القانون، والجميل أن  عدد المشاريع المقدمة من طرف النساء بلغ ,10 وهناك أسرة فيها 3 بنات قدمن مشروعا مشتركا وساعدناهن حتى يكون المشروع متكاملا، فواحدة خياطة والثانية متخصصة في التغليف، والثالثة في نقل السلع. العائلة كوّنت تعاونية، وإرادتها كانت خارقة للعادة حتى أكملت ملفّها، وهذا انتصار كبير للمرأة، لأنه حسب ''انجام'' قليلات هنّ من ينجزن مشاريع ويستفدن من قروض، لأن هناك محيطا يعرقلهن... لم يصل بعد الأمر إلى أن تعامل المرأة مثل الرجل... مازالت الأفكار المسبقة سواء في المجتمع أو لدى المختصين في الوكالات منتشرة. وبهذه العملية ومشاريع أخرى، سنأخذ الأمر كنموذج لنشجع النساء لاقتحام عالم الأعمال مثلهن مثل الرجال. وبالنسبة لمعدل العمر بالنسبة للملفات المقبولة، فهو بين 18 و35 سنة.

- في أي مرحلة توجد هذه الملفات ومتى تنجز المشاريع فعلا؟

* الآن نحن في المرافقة على مستوى البنوك... بما أن هناك تقاليد بين البنوك والوكالة، فإن هناك انسجاما، فكل الملفات المصادق عليها ستعرف نفس الرد الإيجابي من البنوك... أظن أن نهاية فيفري ستشهد بداية مرحلة إنجاز المشاريع... نحن في اتصال مع بلدية الجزائر الوسطى، لأنها وعدت بتقديم محلات لنشاطات لها علاقة بالمدينة وأصحابها، يقطنون البلدية؛ وهي 5 مشاريع. أما الباقي، فهناك تسهيلات تخصهم، لكن أشدد على أن الشاب عليه أن يعمل ويجتهد للحصول على مايريد. لايمكن أن نقدم كل التسهيلات للشاب، عليه أن يسعى ويبذل جهدا حتى يؤمن بمشروعه. يمكن القول إن الشباب قاموا بحوالي 60 بالمائة من الجهد المطلوب والباقي علينا. نعمل على أن نحسسه بأنه صاحب المشروع، وللإشارة، فإن هناك 3 فئات تمثل المشاريع المصادق عليها؛ هي فئة الجامعيين، فئة التقنيين وفئة المتخرجين من التكوين المهني.
ومن تقاليدنا أننا نتصل بهم يوميا، لأن الإتصال من الناحية البسيكولوجية هام، وخصصنا إمكانيات مالية فقط للاتصال بهم. فدائما لدى الشباب تساؤلات، أقول إن الشراكة التي قمنا بها مع الصندوق العربي البريطاني، زودتنا بثقافة جديدة وتجربة جديدة، حيث تعلمنا كيفية صياغة مشروع شراكة نعترف أننا كجزائريين أحيانا، نقول إننا نعرف كل شيء. صحيح لدينا بعض التجارب الفرنسية، لكن العالم الأنغلوساكسوني مختلف سواء في تسطير برنامج تسليم مشروع أو المواظبة فيه وصياغة نتائجه. إطارات الجمعية تكونت أكثر، وأصبحت المراقبة تقليدا لدينا، فشهريا هناك تقييم حول العملية من الناحية الأدبية والإجراءات والتسيير المالي، وتقرير شهري يعبر عن الوضعية الحقيقية لمراحل البرنامج. كما أنه من خلال الشراكة، هناك اتصال دائم، وفي حالة وجود عراقيل أو توضيحات، هناك دعم من أجل إنجاح المبادرة، لأنها عملية نموذجية. في ديسمبر الماضي، استقبلنا المدير العام للصندوق الذي جاء من بريطانيا، كان مرتاحا من جميع الجوانب، حسب السفارة البريطانية... هناك جدية في العمل... ولهذا، ستتوسع مشاريعنا معهم في 2012 وتكون أكثر إفادة للشباب. يجب أن نستفيد من كل البرامج الخاصة بالشباب ككل بلدان المغرب العربي.

- من خلال تجربتكم، هل تعتبرون أن العراقيل المعبر عنها من طرف الشباب الراغبين في إقامة مشاريع حقيقية وموضوعية؟

* صحيح، إذا تكلمنا عن المشاكل التي يعاني منها الشباب الذي يتوجه بمفرده لوضع ملفه على مستوى وكالات التشغيل، فسنقول إنها ''مسيرة محارب''، من خلال تجربتي،  أقول إن وكالات التشغيل لديها مشكل اتصال، وكل القوانين الجزائرية التي تكون في صالح المواطنين تصبح ملكا للعاملين فيها، رغم أنهم مجرد همزة وصل، فالإمكانيات موجودة وتوفرها خزينة الدولة... أقولها وأؤكد عليها، ولقد صرحت بها في عدة مناسبات ولقاءات دولية؛ لاتوجد أي دولة في العالم تمنح قروضا وأموالا للشباب لخلق مشاريع بنسب تقترب من الصفر، فالوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ''أنساج''، تقدم قروضا بنسبة فوائد تبلغ 1 بالمائة فقط... لا توجد أي دولة، حتى الغنية منها، تقدم قروضا بهذه النسب، إذا الدولة وفرت الإمكانيات والمشكل في المؤسسات التنفيذية، أعتقد أنه يجب أن تتم إعادة رسكلة العمال الذين يشتغلون في وكالات دعم تشغيل الشباب.

- إذا المشكل في الموارد البشرية؟

* طبعا، فالأموال موجودة والقوانين موجودة، المشكل بشري في الجزائر، إنه مشكل موارد بشرية... حتى ولو جاء شاب بملف ناقص، فمن وظيفة العامل أن يوجهه ويسهل له الأمور، هذا هو دوره... حتى يكمل الشاب ملفه.. وليس عرقلته وتعقيد الأمور التي تدفعه إلى اليأس. وتجب الإشارة إلى أن نسبة المؤسسات التي تموت كبيرة في الجزائر، لأن في مرحلة مابعد إنشاء المشروع تغيب المتابعة، بينما من المفروض أن يبقى الاتصال قائما بأصحاب المشاريع ومرافقتهم... لذا نحن سنفعل ذلك، أي سنتابعهم مدة 3 أشهر، لأنه لابد في هذه المرحلة التي أسميها ''انتقالية''، مساعدة الشباب ليذهبوا نحو الأمام. فإذا لم يجد الشاب مثلا، أسواقا لمنتجه يصعب عليه رغم إرادته أن يستمر... الوكالات المختصة موجودة نظريا لكنها لاترافق أصحاب المشاريع. يجب توفير تأطير حتى نضمن نسبة أكبر من النجاح.

- كيف تقيّم وضع الشباب في الجزائر عموما؟

* حسب رأيي، فإن أهم مشكل يعاني منه الشباب في الجزائر هو أنه إذا لم يدرس فانه سيقضي كل يومه في الشارع. فالمرافق الموجودة التي تستقطب الشباب لايمكنها احتضان سوى نسبة 20 بالمائة من الشباب، فأين هي قاعات السينما وحدائق الترفيه والتسلية، وأين هي دور الشباب التي تستجيب لمعايير وطموحات الشباب؟ طبعا هناك مشكل التشغيل والتكوين... التشغيل انشغال هام للدولة الجزائرية، كما يجب القول إن هناك تمييزا في التشغيل بين الشباب له علاقة بالمكانة الاجتماعية للفرد، هناك إحساس بالحياة الصعبة لدى الشباب، وهو مايدفعهم إلى الحرقة.

- ماهي اقتراحاتكم أنتم كجمعية لتجاوز هذه المشاكل؟

* أنا قلتها وسأقولها دوما، يجب فتح المجتمع وتوفير فضاءات ترفيه للشباب في كل مكان... لأن الغذاء الروحي يمثل 90 بالمائة من احتياجات الشخص. يجب أن نوظف الإمكانيات التي لدينا، وأن نعطي الفرص للجميع حتى في السوق الموازية، مع إعادة هيكلة الأخير تدريجيا حتى نعطي معنى لحياة المواطن، ولانبقى هكذا في المطلق... نحن كجمعية مانقوم به يعد عملية صغيرة، لكنها مهمة لأنه لو أنقذنا 18 شابا، هذا يعني أننا أنقذنا 18عائلة، وعبرها ربما ننقذ 100 شخص. يجب أن نعطي للشباب القدرة على فعل شيء ونجنبه العوائق، فالمنع يدفع للعنف.

- ماذا عن برنامجكم للعام 2012؟

* سيكون لك السبق... هناك برنامج جد طموح في ميدان الشراكة؛ الأول مع مؤسسة فرنسا الذي سيمتد في فترة 2012-2015 حول إدماج وتشغيل الشباب في إطار المؤسسات المصغرة. كما ستستمر شراكتنا مع صندوق الشراكة العربية، من خلال مشروع كامل يتفرع إلى أجزاء، حيث سننظم ورشات تطوعية لتكوين المواطن تضم التربية المدنية للشباب. وفي25 جانفي الجاري، سيكون لنا ثاني لقاء مع جمعية أمريكية تدعى المؤسسة العالمية للشباب، سنناقش معها نهاية مسألة إبرام شراكة حول قضايا الشباب، وسنطرح الأفكار الرئيسية للمشروع. ففي اللقاءات الأولية في ديسمبر الماضي، تم اختيارنا لنكون شركاء، والآن نحن في مرحلة اختيار موضوع من بين المواضيع المطروحة، وهي الشغل والترفيه والعنف والإنحراف. كما لدينا برنامج ثلاثي بيننا وبين اللجنة العالمية للشعوب وبلديتي الكاليتوس ووهران،سيبدأ في فبراير 2012 حول ''العنف في الأحياء''.وسننظم ورشات تطوعية للجمعية بالوادي في إطار ترميم دار الشباب، وبولاية أدرار، سنستمر في عملية التأهيل البيئي لقصر تمنطيط.

- تتعامل مع الشباب ومشاكلهم، بصفتك رئيس جمعية للشباب، هل تلمس نفس المشاكل مع أبنائك؟

* لدي ابن عمره 20 سنة، وكغيره من الشباب، أراد أن يستغل الدولة أو كما يقال عندنا: ''يكلّخلها''. فبعد أن أكمل دراسته، أراد أن ينجز مشروعا لكن بغرض أخذ أموال القرض، ثم التملص من سدادها، ويريدني أن أساعده، يقول إنه يفكر بنفس منطق الشباب الذين أخذوا أموالا من'' انساج'' واختفوا، وكأنه يعتقد أن أجهزة الدولة غافلة، كيف أتعامل معه؟ أقول لك إنني أفعل بالحوار المستمر، أقول له: ''أبدا بالعمل لتعرف قيمة المال... إذا بقيت تعيش على حساب والديك.. لن تعرف قيمته''. لا أنكر أنه أحيانا نصل إلى حد المواجهة، فهو يقول لي: ''أنت لاتريد مساعدتي''، لأنه يعتقد أنه على صواب، إنني أحاول عرقلته، فأعطيه أمثلة عن أناس دخلوا السجن بسبب مثل هذه التلاعبات، فالقرض هو قرض ويبقى على ذمة الشخص طيلة حياته... أنا أقترح أن يبدأ الشاب بالعمل كموظف ليعرف قيمة المال، بعدها يذهب إلى مرحلة إنشاء مؤسسة. إن شباب اليوم يقضون كل يومهم مع الأنترنت، ولديهم أمثلة 

سلبية في المجتمع... لذا يجب أن نخلق أمثلة جيدة ونماذج لنجاح أناس نزهاء في المجتمع عبر وسائل الإعلام ومختلف المؤسسات. يجب أن نعود للقيم والأخلاق لتصبح النزاهة الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى النجاح، أي الذي يدرس هو الذي ينجح والذي يتعب هو الذي ينجح.



Related Article:

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire


 


Get your Google PageRank

Téléchargement

Copyright 2011 ANEJ ALGERIE. All rights reserved.
Disigned by M.Mokrane l For ANEJ